الأخبار

وزارة التراث والسياحة تفتتح مركز فتح الخير في ولاية صور

تزامنا مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني المجيد افتتح اليوم الاثنين الموافق 1 من نوفمبر مشروع مركز فتح الخير بمقر مبنى المركز في ولاية صور، تحت رعاية سعادة الدكتور/ يحيى بن بدر المعولي، محافظ جنوب الشرقية، وبحضور كلا من سعادة/ إبراهيم بن سعيد الخروصي، وكيل وزارة التراث والسياحة لشؤون التراث، والدكتور/ عامر بن ناصر المطاعني، الرئيس التنفيذي للمؤسسة التنموية  للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال.  

وفي وقت سابق وقعت وزارة التراث والسياحة اتفاقية لتمويل مشروع تجهيز مركز فتح الخير مع المؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال بمبلغ وقدره 450,000 ألف ريال عماني،  ليكون مركزاً ثقافياً متعدد الاستخدامات لولاية صور التي تشتهر بتراثها البحري العريق وتاريخها في بناء السفن والتجارة البحرية، حيث لعبت دورًا مهمًا في النشاط التجاري البحري عبر المحيط الهندي وبحر العرب وبحر عمان، وشكلت جسرًا تجاريًا وثقافيًا بين شبه الجزيرة العربية والهند وجنوب شرق آسيا وأفريقيا ومن هذا المنطلق تم اختيار ولاية صور لتكون حاضنة لمشروع مركز فتح الخير.

 

بدأ الحفل بمقدمة ترحيبية ثم كلمة ألقاها سعادة وكيل الوزارة لشؤون التراث أشار فيها إلى أن مشروع مركز فتح الخير يأتي موائمةً مع أولويات رؤية عمان ٢٠٤٠ وأهدافها الاستراتيجية وبرامجها التنفيذية، لتعزيز المواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية، واستثمار التراث الثقافي استثماراً مستداماً، والمحافظة على الآثار العمانية وحفظها وصونها، والتي تسعى الوزارة جاهدةً إلى ترجمتها على أرض الواقع عبر مشاريع تنفيذية عملية من خلال إقامة المتاحف التي تعد منارات علمية وثقافية واقتصادية. كما يأتي افتتاح هذا المركز في ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية سعياً من الوزارة إلى إيجاد التوزيع الأمثل لمنظومة المتاحف العُمانية كمّاً ونوعاً، واستثمار الشراكة المجتمعية لضمان استدامة التراث والموروث الوطني وصيانته وتعزيز مساهمة قطاع التراث في النشاط الاقتصادي وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وزيادة مصادر الجذب السياحي والموارد المالية.

وأضاف سعادته إلى أن مركز فتح الخير الزاهي بسفينته التاريخية التي جابت عباب البحار أحد الشواهد الحيّة على النتاج الهندسي الإبداعي والحرفي العماني، وتعد السفينة إحدى السفن البحرية العمانية التاريخية التي شهدت عدد من الموانئ البحرية وصولها محملة ليس فقط بالبضائع من مختلف أقطار العالم وإنما أيضاً بالفكر والعلوم، التي تعد إحدى نتائج التبادل التجاري والتلاقي الفكري والثقافي بين الشعوب. وفي ختام كلمته قدم سعادته شكره الجزيل لكافة الجهود المبذولة في سبيل إنجاح وتنفيذ هذا المشروع، والشكر موصول للمؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال على دعمها تنفيذ المشروع بمختلف مراحله، ونادي العروبة، وجميع شيوخ وأعيان وأهالي ولاية صور.

 

وفي كلمة المؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال الممولة للمشروع والتي ألقاها الدكتور/ عامر بن ناصر المطاعني، الرئيس التنفيذي للمؤسسة التنموية  للشركة جاء فيها:

سعداء بمواصلة الشراكة الاستراتيجية مع وزارة التراث والسياحة بافتتاح هذا الصرح التراثي الذي يأتي كثمرة تعاون متواصل لجهود مثرية بين وزارة التراث والسياحة والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال للحفاظ على التراث البحري العريق الذي تزخر به السلطنة وتشتهر به ولاية صور على وجه الخصوص. كذلك تعكس هذه الخطوة سعي الشركة الدائم نحو دعم القطاع السياحي الواعد بالسلطنة وإيجاد السبل المناسبة لتنشيط الحركة السياحية بمحافظة جنوب الشرقية حيث يساهم إنشاء وتدشين هذا المتحف بولاية صور في تعزيز وجود محافظة جنوب الشرقية على الخارطة السياحية للسلطنة إلى جانب ترسيخ تاريخ الولاية العريق لدى الأجيال القادمة والمساهمة في خلق بيئية تعليمية جديدة.       

                                                                                                        

يعد مركز فتح الخير محطة ثقافية وتعليمية لزوار مدينة صور للتعرف على موروثها البحري المكون من مقتنيات نادي العروبة، والعديد من المقتنيات التي جمعها وتبرع بها أهالي صور، ويحوي المركز على خمس قاعات وهي:      

القاعة (1) مقدمة عن ولاية صور، القاعة (2) الإرث البحري، القاعة (3) آخر غنجة في عمان، القاعة (4) ثقافة مستمرة، والقاعة (5) مغامرات سندباد.

كما تم ترميم أكثر من 400 قطعة متنوعة تختص بتراث ولاية صور من أدوات صناعة السفن، أدوات الملاحة، صور فوتوغرافية، كتب ورسائل ومطبوعات، أدوات منزلية، ملابس، حلي، أدوات ومواد حرفية وغيرها، ومن ضمن المقتنيات المرممة قطع تم إعارتها للعرض في المركز من قبل عدد من أهالي الولاية.

ويعود سبب تسمية المركز بهذا الاسم "فتح الخير" إلى آخر سفينة غنجة باقية في السلطنة والمعروفة باسم سفينة "فتح الخير" والتي أيضا تم تخصيص قاعة عرض لها في المركز تتحدث عن تاريخ السفينة منذ صناعتها في عام 1951م، وقصة إعادتها إلى ولاية صور في عام 1993م وتفاصيلها الجمالية وأهم ما يميزها.​